تغاريد غير مشفرة (110) .. أزمة المثقف العربي
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
لقد دفع عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف من مفكري ومثقفي التنوير في أوربا حياتهم من أجل الحرية والحق في التفكير..
فيما مثقفنا العربي لا زال يلعب في الغالب والأعم دور حامل المباخر للحاكم أو مطبّل له أو مخبر سري يؤدي دورا أقذر مما يؤديه غيره من المخبرين.
والأمرُّ والأكثر سوء أن كثير من المثقفين ممن كانوا معارضين لأنظمة الحكم الاستبدادية في يوم من الأيام تحولوا إلى قوادين على شعوبهم وأوطانهم، وتساقط معظمهم كالحشرات على وحول أرباب المال ومال النفط الخليجي الذي دمر شعوبنا وأوطاننا.
(2)
جزء مهم من أزمتنا تكمن في النخب
في رخاوة المثقف
واستبداد السياسي
(3)
المثقف الذي يقتصر دوره على رجع الصدّى لما يقوله السياسي
هو مثقف خامل أو تابع
أو مسلوب الفعل والإرادة
أو انتهازي
أو وصولي مصلحي يلعب دور تلميع السياسي أي كان.
(4)
المثقف الذي ينتعله السياسي
لا يمكن أن يكون طليعيا
أو مثقفا عضويا
أو معبرا عن طموحات شعبه.
(5)
عندما يغيب الحس النقدي عند النخب
وتفشل في تقديم الحلول
وتنعدم قدرتها في استشراف المستقبل
فإنها تفقد تميزها وتصير جزء من القطيع.
(6)
النخب عندما لا تختلف عن القطعان؛ فإنها لا تصنع تغيير ولا تقدم حلول ولا تقود إلى مستقبل..
(7)
نحن نحتاج إلى نخبة تصنع الوعي وترشد المجتمع وتلعب الدور الأهم في القيادة والريادة..
لا نخبة تزيف الوعي وتنقاد وراء السياسي كالقطيع..
أو نخبه تفكر بعقلية مشجعي كرة القدم على حد وصف الكاتب والأديب الساخر عبد الكريم الرازحي